كتب إسماعيل روير، الأمريكي الذي اعتنق الإسلام، والباحث في معهد الحريات الدينية، مقالة على صحيفة واشنطن بوست، تساءل فيها عن سبب غياب التعايش بين المسلمين وشريحة الأمريكيين المحافظين من المسيحيين، رغم ما يعتنقه الطرفان من المعتقدات والقناعات نفسها، مثل مناهضة الأجهاض، ورفض الشذوذ.
إسماعيل روير كان مسيحيا واعتنق الإسلام، ثم اعتقل بعد اتهامه بصلته بالإرهاب، ومنذ إطلاق سراحه ينشط في عمل غير ربحي يهدف إلى الترويج إلى الحرية الدينية ومواجهة الأفكار المتطرفة.
ويقول روير إنه انضم مع زوجته إلى مجموعة صغيرة من المسلمين، وآلاف المسيحيين المحافظين في "مسيرة الحياة السنوية" في العاصمة واشنطن بهدف الحد من قتل الأجنة أو الإجهاض في الولايات المتحدة. ويضيف أن حجاب زوجته جلب اهتمام بعض المشاركين في المسيرة، لكن زوجته لم تشعر بالغربة في وسط الحشد الذي كان أغلبه من المسيحيين الإنجيليين. ويواصل الكاتب بأنه رغم الاختلافات العقائدية بين المسلمين والمسيحيين إلا أن الجميع شعر أنه يتشارك المعتقد نفسه.
ويرى الكاتب أن تواجد المسلمين الضئيل في المسيرة يعكس عدم اهتمامهم بالانضمام إلى المسيحيين المعارضين لقضايا مماثلة مثل زواج المثليين.
ويلفت روير إلى أن الاستطلاعات تؤكد أن المسلمين الأمريكيين بعمومهم أكثر ليبرالية من الإنجيليين البيض ومع ذلك تظل هناك شريحة من المسلمين المحافظين التي تتناغم مع الإنجيليين وتشكل تحالفا طبيعيا معهم.
ويرى إسماعيل بأن التحالف كان من الممكن أن يتم لولا اعتداءات 11 سبتمبر والتي أسفرت عن موجة عداء موجهة ضد المسلمين. ويضيف بأن غياب الدور الفاعل للمسلمين عن الفضاء المحافظ الأمريكي يعود إلى غياب الثقة بين المسلمين والمسيحيين من جهة، ولجهل كل طرف بالآخر.
والمفارقة، أن الإنجيليين هم من الطوائف المسيحية التي تحمل عداء خاصا للمسلمين، حيث يعارض أكثر من ثلثيهم بناء مساجد محلية أو اعتبار الإسلام أحد الأديان المعترف بها في أمريكا.
ويعتبر الكاتب أن هذا الشقاق بين أتباع الديانتين قد أثر بشكل كبير على الصوت الرافض للكثير من المشاكل المجتمعية التي تعيشها الولايات المتحدة.
مصدر الخبر : The Washington Post