لك أن تختار من أخبار

نشرت الصحف اليوم ثلاثة أخبار مختلفة تحمل دلالات تلتقي كلها في مسألة (علاقة المسلمين مع المسيحيين). الأول نشرته مجلة Wall Street Journal، ومجلة Newsweek، وتحدث الخبر عن جلد مسيحيين اثنين في إندونيسيا في مكان عام بتهمة لعب القمار، وقال الخبر إنها من المرات النادرة التي يجري فيها معاقبة غير مسلمين وفق الشريعة الإسلامية في إندونيسيا التي تتجه حكومتها نحو تحالف مع الأحزاب الإسلامية في البلاد. وقد نددت منظمات حقوق الإنسان بالعقاب. الخبر أضاف بأن جموعا من الغوغاء تجمعوا لمشاهدة عملية الجلد وتصويرها من هواتفهم النقالة. من دون شك، فقد حمل الخبر معنى سلبيا اصطحبه كاتبه إلى القارئ الغربي ضمن انتقائية تظهر وبشكل جلي: النكاية الصحفية في نقل الأخبار. لكن قريبا من إندونيسيا، و تحديدا في ماليزيا، فقد التقطت عدسات الكاميرات، مشهدا مغايرا لمغادرة رئيس أساقفة كوتشينغ الكاثوليكي من قاعة المحكمة الفيدرالية بعد أن برأته المحكمة لعدم اختصاصها النظر في قضايا الردة، وليس هذا هو الخبر فقط بل وبعد أن تجمعت الحشود المسلمة الغاضبة تهتف: (الله أكبر)، رفضا للقرار، الأمر الذي خلق توترا من إمكانية أن تهدد هذه الحشود حياة القس، أقام شيوخ دين مسلمين طوقا بشريا سرعان ما شكّل حلقة حول الأسقف لحمايته من الجموع، وأوصلوه إلى سيارته سالما، في مشهد وصفته صحيفة Malaysian Digest، بأنه دليل على اللحمة الطائفية التي تعيشها ماليزيا. وفيما استبسلت صحف أمريكية عريقة في فرد مساحة عريضة لخبر جلد المسيحيين في إندونيسيا، فقد تعاملت باستحياء مع فرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي الضرائب على الكنائس في مدينة القدس الفلسطينية، ونشرت صحيفة Mondoweiss، خبرا تحدث عن مسيرة احتجاج نظمها مسلمون ومسيحيون معا في شوارع البلدة القديمة للقدس وذلك رفضا لإجراءات الاحتلال التي تضيّق على المقدسات المسيحية والإسلامية في المدينة الفلسطينية. اللافت أن هذا النوع من الأخبار لا تجد لها طريقا معبدا إلى الصحافة الغربية كما يحصل لتلك الأخبار التي يمكن من خلالها وضع منظومة حقوق الإنسان التي يتم استحضارها عند اللزوم، في دول وتغيّب تماما عن دول أخرى بحسب رغبة الناشر.