الكاتب : صحف
ليس واضحا السر وراء صدور أكثر من تقرير صحفي، عن الدور البطولي الذي لعبه المسلمون في الحرب العالمية الثانية، وإن بدا أن منظمة (أبطال منسيون 14 ـ 19) قد ساهمت بشكل كبير في صدور جزء من هذه التقارير وبخاصة تلك التي تناولت أسرار مقابر الجنود المسلمين في (نوتري ديم لوريتي) بفرنسا.
وفي أغسطس الفائت قال الكاتب البريطاني الشهير، روبرت فيسك، في مقالة له على "الإندبندنت" البريطانية إن فيلم (دونكيرك) ما هو إلا مجرد عملية غسيل دماغ توحي ببطولة الرجل الأبيض على حساب الدور الكبير الذي لعبه الجنود المسلمون في الحرب العالمية الثانية.
يذكر أن فيلم Dunkirk، كان قد استعرض في مساحة درامية من أفلام الحركة الأمريكية البطولة التي أظهرها جنود الحلفاء في الانسحاب العظيم من ساحل دونكيرك.
ولم تمض أشهر على هذه المقالة بمناسبة صدور الفيلم في ذلك الوقت، حتى نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، تقريرا صحفيا عن الدور البطولي للجنود المسلمين في الحرب العالمية الثانية، واعتبرت الصحيفة أن ما قام به المقاتلون المسلمون هو (دورٌ منسي) لبطولات المسلمين في الحرب.
وذكرت صحيفة الأوبزيرفر البريطانية كذلك، أن الوثائق التاريخية تشير إلى أن مليونين ونصف المليون مسلم شاركوا في الحرب العالمية الثانية بجانب الحلفاء.
وأظهرت وثائق كشفت عنها منظمة (أبطال منسيون 14 ـ 19) وكُتبت بالفرنسية، والإنجليزية والفارسية والعربية والروسية والأردو، حجم الدور الكبير الذي لعبه المقاتلون المسلمون في الحرب ضد النازية.
وقالت الغارديان إن هناك ما يؤكد أن الجنود المسلمين كانوا يخصصون نصف وجباتهم للمدنيين الجوعى وسط اندهاش الضباط الفرنسيين والبلجيكيين والكنديين من هذه المعاملة الإنسانية التي شملت كذلك الأسرى الألمان، وحين كان هؤلاء يسألون رفاقهم المسلمين عن سر إنسانيتهم، كان المقاتلون المسلمون يقولون إنها المعاملة التي أمر بها الإسلام للأسرى.
واللافت أن تقارير صحفية ذكّرت كذلك كيف كانت تفتح المساجد في باريس لليهود لإخفائهم عن أعين الجنود النازيين الذين كانوا يبحثون عنهم للزج بهم في المعتقلات.
ويأتي هذا الفرد الاستثنائي للدور الإيجابي للمسلمين في حقبة شديدة التعقيد في التاريخ الأوروبي، وفي ظل موجة من العنصرية والكراهية المتنامية والتي تطال المهاجرين المسلمين ولا تتوانى عن وصفهم بـ "الطابور الخامس" في الوقت الذي بدأ فيه الأوروبيون يتناسون التضحيات التي قام بها المسلمون في أشد أوقات أوروبا خطورة.