تجلت العنصرية ضد المسلمين في بولندا في أكثر الأشكال كراهية، مستحضرة صور النازية التي تلقى رفضا غربيا، حين رفع متظاهرون ضد اللاجئين المسلمين في بلادهم، شعارات تقول: "صلوا من أجل هولوكوست إسلامي".
واستنكر مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية الآلاف من القوميين واليمين المتطرف في بولندا جاءوا من دول أوروبية عديدة، وقاموا بمظاهرة حاشدة حملت لافتات وشعارات عنصرية ضد الأجانب بشكل عام وضد المسلمين على وجه الخصوص، حيث ظهرت بعض اللافتات التي تمثل تحريضًا على العنف ضد المسلمين.
وقدَّرت بعضُ وسائل الإعلام عددَ المشاركين في المظاهرة التي شهدتها العاصمة البولندية وارسو، في ذكرى استقلال البلاد، بنحو 60 ألفًا، وهي بذلك واحدة من أكبر التجمعات لنشطاء اليمين المتطرف في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، وهتف المتظاهرون ووجوههم مغطاة بالأقنعة بنداءات "بولندا نقية، بولندا بيضاء"، و"اطردوا المهاجرين".
وأوضح المرصد أن الدعوة إلى "حرق المسلمين" على غرار محرقة اليهود، يقدم دليلًا دامغًا على أن عداء اليمين الديني المتطرف في الغرب تجاه المسلمين هو عداء بلا مبرر عقلي ولا يرتبط بوجود تهديد من
بعض المسلمين ولا ممارسات عدد من التنظيمات الإرهابية، وإنما ناتج بشكل كبير عن خطاب عنصري يدعي نقاء المواطن الأبيض وتمييزه عن غيره من الأجناس.
كما لا تحمل هذه الشعارات الكراهية ضد المسلمين فقط، بقدر ما تعكس الخطر الذي بات يهدد التعددية التي اكتست بها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ودفعت باقتصاداتها إلى الأمام، وساعدت في استقرار دول الاتحاد الأوروبي، منطلقة من مبادئ الديمقراطية والمساواة وحرية العبادة، فيما يدق صعود اليمين المتطرف ناقوس الخطر للأجواء ذاتها التي سبقت الحرب العالمية الثانية، التي سرعان ما سوف تنعكس سلبا على العلاقات الأوروبية ـ الأوروبية في حال هذه الظواهر السلبية بقيت في اضطراد وتنامي خاصة على المنابر السياسية.