تسللت بالحجاب لتعرف خبايا المسلمين في بريطانيا

555 السبت 11/11/2017

الكاتب : نقلا عن التيليغراف

كايتي فريمان التي تعيش في بلدة وينسفورد الصغيرة والقريبة من مدينة ألفيس في بريطانيا، لم تعرف أي شيء عن المسلمين في بلدها، سوى شغفهم بالأكل الآسيوي، وأن المرأة لديهم تُعامل بصورة دونية، وأنها تُجبر على ارتداء الحجاب. لكن كاتي قررت أن تعرف أكثر عن الجالية المسلمة في بلادها، فارتدت الحجاب ووضعت مساحيق التجميل لتبدو آسيوية وتقيم بين المسلمين من الباكستانيين لتتعرف عليهم عن كثب. فقد جاءت الفرصة لكايتي حين اختارتها القناة الرابعة للمشاركة في فيلم وثائقي يدعى: (ضعفي كمسلم)، فقررت أن تغادر حياتها المرفهّة لكونها امرأة بيضاء تعيش في الريف البريطاني، من أجل التعرف على صعوبات الحياة كمسلم في المملكة المتحدة. والفيلم الوثائقي الذي تنتجه الباكستانية المسلمة فوزية خان، يهدف إلى تعريف غير المسلمين من البيض على حياة المسلمين من الداخل، وفرد الحقيقة كاملة لهم ليتأكدوا إن كان نمط الحياة الذي تعيشه الأقلية المسلمة في بريطانيا يتسبب في تقسيم البلاد. وفي صحيفة Telegraph، التي أوردت تقريرا عن قصة كايتي، تقول فوزية خان المتزوجة بأبيض، إنها وفي أول لقاء بين عائلتها وعائلة زوجها، كان لسان حال أسرتها يقول عن العائلة البيضاء: "أوه.. كم يعتقدون أننا مختلفون عنهم"، وفي المقابل بدا على الأسرة البيضاء ما يمكن تلخيصه بعبارة: "أوه.. أنتم تعيشون مثلنا تماما". وتضيف خان بأن فكرة الفيلم انطلقت من هذه المفارقة، حيث الحاجة الماسة باتت تفرض على الطرفين أن يعرفا بعضهما البعض. واختارت خان عائلة باكستانية مكونة من الزوج أزهر، وزوجته سيما، وبناتهما الشابات نبيهة وميمونة وروميسا. في البداية شعرت كايتي بالخوف الشديد، وكانت تتساءل إن كانت بالفعل تعيش في إنجلترا حين رأت العائلة المسلمة بملابسها المختلفة، فقد كانت تجربتها الأولى على الإطلاق. ومن الطرائف التي جرت في البداية، تلك الحيرة التي انتابت كاتي حين قررت أن تأتي للعائلة بهدية تعارف، وكانت تعلم أنها لا تستطيع أن تفتح لهم زجاجة نبيذ كتعبير عن الود كما هي العادة في أوروبا، لكن سيما فتحت لها الباب الخارجي وأخذتها بين ذراعيها حالما رأتها. وتعرفت كايتي على نمط حياة المسلمين وكيف يستيقظون مبكرا من أجل صلاة الفجر، وانتابها الارتباك لهذه العادة. وفي الأيام التالية، قام طاقم القناة بإعداد كايتي لتكون مسلمة من العرق الآسيوية، فقاموا بإضفاء بعض المكياج على وجهها، ولقنوها بعض الكلمات العربية، وطلبوا منها ارتداء الحجاب كي تتسلل مع العائلة الباكستانية الأصل إلى المجتمع المسلم وتتعرف عليهم بصورة مباشرة ومن دون حواجز. وتصادف أن جرى اعتداء إرهابي في الفترة التي كانت كايتي تشارك في البرنامج متخفية كمسلمة، والمفارقة المؤسفة، أن كايتي ترددت قبل أن تواصل ارتداءها الحجاب بعد ما لقته من الكراهية من الشارع البريطاني عندما يرونها محجّبة، لكن سيما أخبرتها أن تواجه ذلك في معظم أيامها خارج البيت. وكانت أصعب اللحظات التي عاشتها كايتي حين قررت ارتداء الحجاب والذهاب إلى موطنها في بلدة وينسفورد، والدخول إلى إحدى الحانات حيث تعرضت للإهانة من قبل رواد الحانة، وسمعت تعليقات مستهجنة من قبيل: "مسلمة في هذه البلدة؟!". وتقول كايتي إنها أحسّت بعد هذه الحادثة بالإحراج لانتمائها إلى بلدة وينسفورد.

مصدر الخبر : http://www.telegraph.co.uk/women/life/happened-white-british-woman-went-undercover-muslim-week-manchester/

منشور ذات صلة

الأكثر مشاهدة