المسلمون.. من ـ إلى..!

416 الخميس 30/11/2017

اللعنة التي بدأت تلاحق الفارين من لظى الحروب الأهلية في سوريا وأفغانستان، والتغول السياسي الذي يشهده العراق، دفعت بملايين المواطنين إلى اللجوء بالرفاه المرجو في أوروبا، لكن المكان الجديد لم يحل مشاكل الشرق الأوسط الكبير أو حتى الصغير، أو الهاربين منهما، فيما بقي ـ المهاجرون ـ بحد ذاتهم المشكلة ـ على الأقل وفق وجهة النظر الغربية، إن كان ذلك بشكل حيادي أو موتور. فقد قال مركز Pew الأمريكي للأبحاث والذي يتخذ من واشنطن مقرا له، إن عدد المهاجرين المسلمين في بعض الدول الأوروبية قد يتضاعف ثلاث مرات في عام 2015، فيما قد يظل الرقم نفسه في دول أوروبية أخرى، ليفتح تقرير المركز الباب واسعا أمام تكهنات ومخاوف سوف تتضاعف مع القلق الذي بشر به صموئيل هنتنغتون والذي أسماه سابقا بـ "صدام الحضارات". وذكر المركز في تقرير عنونه بـ (النمو السكاني للمسلمين في أوروبا) أن نسبة المسلمين في ألمانيا لعام 2016، بلغت 6.1% فيما ستصل في عام 2050 إلى 19.7% في حال استمرت موجات الهجرة بمعدلاتها المرتفعة. يذكر أن هذه التوقعات ستتيح فرصا أكبر لنجاح اليمين المتطرف الذي يحشد منذ زمن للتصدي لما يسميه دائما بطغيان الثقافة الإسلامية على نظيرتها المسيحية في البلدان الأوروبية. وأضاف التقرير أنه حتى في حال أغلقت دول الاتحاد الأوروبي أبوابها في وجه المهاجرين، فإن معدل النمو السكاني للمسلمين آخذ في ازدياد في الشق الغربي من القارة الأوروبية بسبب أن المهاجرين من فئة الشباب، ولارتفاع معدلات الإنجاب لدى الأسر المسلمة، فيما ستظل نسب المهاجرين المسلمين على حالها في الشق الشقي من القارة. وبحسب تقرير المركز، فإن نسبة المسلمين في أوروبا تشكل 4.9% من مجموع تعداد القارة وفق إحصاءات 2016، أي ما يعادل 25.8 مليون نسمة في ثلاثين دولة، فيما كان عدد المسلمين 19.5 مليون نسمة في عام 2010. وأشار التقرير إلى أن الارتفاع الملحوظ في عدد المهاجرين المسلمين بدأ في عام 2014، حيث شرع ما يقارب النصف مليون مهاجر يشقون طريقهم سنويا إلى دول أوروبية مختلفة بسبب الحروب والأوضاع غير المستقرة في سوريا والعراق وأفغانستان. وقريبا من سياق الخبر ولكن بعيدا في أستراليا، وفي لقاء جمع البريطاني ـ اليميني المتطرف، ميلو يانابولوس، مع إيما إيروس التي تنحدر من أبويين مسلمين من لبنان. قال يانابولوس إنه "يجب طرد المسلمين من أستراليا وإعادتهم إلى الشرق الأوسط". يذكر أن التوصيف الذي أوردته ويكيبيديا لـ يانابولوس بأنه (صحفي وناشط سياسي ومدوّن على الإنترنت). وفي اقتباس لخبر نشرته صحيفة Mail، قالت اللبنانية الأصل، إيما إنها تقف ضد المتطرفين من المسلمين، وكانت ناشطة ضد البرقع أو غطاء الوجه، وراحت إيما تسأل يانابولوس عن رأيه في حل مشكلة "التطرف الإسلامي"، فكان رد الأخير بضرورة طرد المسلمين وإعادتهم إلى الشرق الأوسط. هذا الفهم الذي يتبناه اليمين المتطرف في قياس المشكلة بحجم الأزمات في الشرق الأوسط، يظهر قناعة ساذجة وتعميم عشوائي على المسلمين بإسقاطهم مباشرة على ممارسات تنظيمات متشددة في منطقة ألهبت وسائل الإعلام الغربية كي تواصل الحديث على مدى ست سنوات عن الإرهاب القادم من الشرق الأوسط.

منشور ذات صلة

    الأكثر مشاهدة